آخر الأخبار

منهجية اعداد مذكرة استخلاصية (التحضير للمسابقة)

تعتبر المذكرة الاستخلاصية منهجية فعالة لتلخيص وتحليل الوثائق المتعددة والمتنوعة. تستخدم هذه الأداة المهمة في مجالات مختلفة، مثل الدراسات القانونية والأبحاث والتقارير الإدارية. تعد المذكرة الاستخلاصية أداة قوية تمكن من تلخيص الوثائق الطويلة وتحليلها وتنظيمها بطريقة منطقية وسلسة. 

منهجية اعداد مذكرة استخلاصية

سنستكشف في هذا المقال المنهجية الأساسية لإعداد مذكرة استخلاصية فعالة تساعد في فهم وتبسيط المعلومات والمفاهيم المعقدة.

ماهي المذكرة الاستخلاصية ؟ 

المذكرة الاستخلاصية هي ملف يتكون عادةً من أربعة صفحات، وتتضمن ترتيبًا منهجيًا ومنطقيًا يشمل عناصر التالية: النصوص القانونية، واجتهادات المحكمة العليا، ونصوص فقهية لأساتذة القانون.
يتناول ملف المذكرة الاستخلاصية موضوعًا قانونيًا واحدًا، ويضم جميع النصوص القانونية والاجتهادات والنصوص الفقهية المتعلقة به.
يثير الملف مشكلة قانونية، وهي وجود تناقض ما بين الموجود سواء في النصوص القانونية أو الاجتهادات أو الفقه، أو بين أحدهما والآخر. بعد قراءة دقيقة وتحليلية أولية، يمكنك اكتشاف هذا التناقض، وبمجرد اكتشافه ستكون قادرًا على الإجابة على نصف المشكلة.

اليك بعض النقاط المهمة حول المذكرة الاستخلاصية:
  • - المذكرة الاستخلاصية تتميز بوجود ارتباط منطقي وترابط بين الوثائق المستخدمة فيها.
  • - تتمحور المذكرة حول فكرة رئيسية أو مجموعة من الأفكار المترابطة التي تتناول الموضوع المحدد.
  • - قد تحتوي المذكرة الاستخلاصية على وجهات نظر متناقضة أو آراء متباينة بشأن الموضوع المطروح.
  • - يتعين على المترشح أو الطالب جمع وتحليل هذه المصادر المتنوعة وصياغة ملخص شامل يتضمن النقاط الرئيسية والأفكار المهمة المتعلقة بالموضوع المحدد.
  • - المذكرة الاستخلاصية تعد أداة مفيدة للتلخيص والتحليل، حيث تساعد في إعطاء نظرة عامة وشاملة حول الموضوع وتسهم في فهمه بشكل أفضل.

ماهي طبيعة الوثائق المستخدمة في المذكرة الاستخلاصية ؟

ان طبيعة الوثائق المستخدمة في المذكرة الاستخلاصية بتنوعها، وتشمل ما يلي:
  • 1. النص التشريعي: وثيقة قانونية تتضمن مجموعة من المواد القانونية المتعلقة بالموضوع المحدد.
  • 2. النص الفقهي: يشير إلى مقتطفات من كتاب قانوني معين تتعلق بالتفسير الشرعي والتطبيق العملي للقوانين.
  • 3. النص من جريدة معينة: يمكن أن يكون مقالاً أو تقريراً من جريدة تناقش الموضوع المحدد.
  • 4. القرار القضائي: يتعلق بقرار صادر من السلطة القضائية فيما يتعلق بالموضوع، وقد يكون مصحوبًا بتعليقات أو تحليلات.

ماهو المطلوب من المترشح لمسابقة القضاء بخصوص المذكرة الاستخلاصية؟

مهمة المترشح أو الطالب هي تلخيص هذه الوثائق، والتي غالبًا ما تكون طويلة، في حدود أربع صفحات عادةً. يتعين عليهم استخلاص الموضوع العام الذي تدور حوله الوثائق، ووضع خطة للتعامل مع هذا الموضوع. يجب أن يستفيدوا من الوثائق أثناء عملية التحليل والتلخيص.

قد يكون موضوع المذكرة غير معروف أو لم يتم دراسته مسبقًا خلال سنوات التدرج، وهذا قد يسبب ارتباكًا للمترشح أو الطالب ويؤدي به للخروج عن الموضوع. ومع ذلك، يجب التأكد من أن الحل موجود في الوثائق ذاتها. عدم معرفة الموضوع مسبقًا قد يفيد الطالب أكثر، حيث يساعده على اكتساب فكرة حيادية عن الموضوع. بالإضافة إلى ذلك، لا يُطلب منه أن يعبر عن رأيه الشخصي في الموضوع، بل يجب عليه أن يقتصر على تحليل وجهات النظر والاتجاهات الفكرية الموجودة في الوثائق المُقَدمة.

منهجية اعداد المذكرة الاستخلاصية


أولاً-مرحلة قراءة الوثائق:

ينبغي على المتسابق أن يدرك أنه ليس لديه الوقت الكافي لقراءة جميع محتوى الوثائق مرتين أو أكثر. لذلك، عند القراءة الأولى يجب عليه أن يكون قراءة ذكية، أي أن يقوم بتدوين جميع الأفكار الهامة التي يعثر عليها في المسودة. يمكنه أيضًا الاستعانة بالأقلام الملونة، حيث أن هذه الطريقة قد أثبتت فاعليتها وتأكيد صحتها. في القراءة الثانية، يجب عليه أن يكون قادرًا على ربط العلاقات المنطقية بين كل فقرة، كما يجب عليه أن يتوقع وجود الكثير من التناقض أو الاختلاف في وجهات النظر.
  • القراءة السريعة و الأولية:
في هذه المرحلة الأولى، يتم إجراء قراءة سريعة للملف بحيث تعتمد هذه القراءة على محاولة استكشاف مضامين النصوص القانونية والاجتهادات والآراء الفقهية.
  • القراءة المتأنية الأساسية:
في هذه المرحلة، يتم إجراء قراءة متأنية للملف بحيث ييجب أن تتضمن هذه القراءة النقاط التالية:

  • 1. النصوص القانونية: نوع النصوص القانونية ومحتواها ومدى تطابقها وتناقضها مع بعضها البعض. يجب تسطير الملاحظات تحت الكلمات المهمة ويمكن استخدام الأقلام الملونة لتوضيح النصوص المتناقضة والمتوافقة.
  • 2. الاجتهادات القضائية: يجب ملاحظة نوع الاجتهادات القضائية (مثل محكمة عليا أو قرار مجلس...) ومدى توافقها وتباينها والأسس التي تم القضاء بها في تطبيق النصوص السابقة المذكورة في الملف.
  • 3. الآراء الفقهية: يجب ملاحظة التباين أو التسلسل في الآراء الفقهية وتوضيح التباين إن وجد.
  • 4. مقارنة شاملة: يجب إجراء مقارنة شاملة لمدى التوافق والتباين بين الوثائق في مجملها وتنوعها، بما في ذلك القرارات القضائية والنصوص القانونية والآراء الفقهية. يجب تحديد أي من هذه الثلاث فئات تشذ عن القواعد العامة.

2-مرحلة التحرير والتدوين

  • مرحلة التدوين في الأوراق المسودة:
في هذه المرحلة، يتم تلخيص الملاحظات على شكل نقاط في المسودة. تتضمن هذه النقاط التوافق أو التعارض بين النصوص القانونية وتسجيل الملاحظات المتعلقة بالنصوص القانونية فقط.
  • 1. توافق أو تعارض النصوص القانونية مع بعضها البعض ودرجة تكرار ذلك في النصوص القانونية فقط.
  • 2. استقرار القرارات القضائية للمحكمة العليا فيما يتعلق بموضوع الملف وتوضيح أي تباين في حالة عدم الاستقرار.
  • 3. تباين أو تسلسل الآراء الفقهية وتوضيح التباين إن وجد.
  • 4. مقارنة شاملة تشمل التوافق والتباين في الملف بأكمله وتنوعه بين القرارات والنصوص القانونية والآراء الفقهية لتحديد أي من الثلاث فئات تشذ عن القواعد العامة.
  • مرحلة الإجابة النهائية على الورقة الرسمية:
يجب على المترشح هنا الالتزام بالألفاظ والعبارات والمصطلحات القانونية المناسبة. فتقييم الطالب هنا يعتمد على منهجية الطالب في الاجابة و توافقها مع توظيف المصطلحات القانونية  .
-المقدمة
ليست كمقدمات البحوث؛ أو المقالات؛ بل يجب أن تكون المقدمة قصيرة؛و تتعلق فقط بتعريف للوثائق ؛ أي تقديم الموضوع عن طريق محتوى الوثائق المختلفة؛ و بعدها التمهيد للموضوع الرئيسي أي كيف وصلت إلى أن الموضوع الاساسي هو كذا ...
-تحرير الخطة
- يجب أن تكون الخطة منطقية و تعالج الوثائق معالجة منطقية و تسلسلية
-الموضوع
- أكبر خطأً يقع فيه المتسابق أن يخصص مطلب لكل وثيقة و هو غير مقبول على الإطلاق
-لا يجب التقيد بالنص بل بالأفكار المعالجة
-لا حرج في تحليل وثيقتين أو أكثر في مطلب واحد
-يجب الإشارة أثناء التحليل إلى الوثيقة محل التعليق مثلا وفقا لراي الاستاذ فلان في مقاله كذا و المرفق في الصفحة كذا و هذا أمر مطلوب أي يجب الاشارة في كل مرة إلى أي وثيقة نحن بصدد
دراستها و أخيرا
الخاتمة 
لا يتصور أن تتكون خاتمة المذكرة الإستخلاصية من نتائج أو توصيات كما في البحوث الأكاديمية العادية...، إنما هي عبارة عن حل قانوني للإشكالية محل الاستشارة، تكون في شكل خلاصة للمعلومات التي تحصل عليها الطالب من الوثائق، مع الاستنتاجات الأساسية للموضوع محل الدراسة.
 لأن طريقة المذكرة الاستخلاصية تعتبر تمرين عملي أي يقوم به الموظفون في مختلف الشركات و الهيئات الرسمية حين يطلب منهم اعداد تقرير في موضوع ما و بالتالي لا فائدة من الخاتمة لان المغزى هو اطلاع القارئ على الموضوع لا اكثر.
و يجب أن يتم إحترام عدد الأوراق أي لا يجب ان يفوق أربع صفحات.

نموذج تطبيقي لحل المذكرة الاستخلاصية





في ختام هذا المقال، يمكننا الاستنتاج أن المذكرة الاستخلاصية تعد أداة قانونية قيمة وضرورية في مجال البحث والدراسات القانونية. تهدف المذكرة الاستخلاصية إلى تلخيص وتجميع المصادر والوثائق المتعلقة بموضوع قانوني محدد بطريقة منهجية ومنطقية. تعتبر المذكرة الاستخلاصية أداة قوية لتحليل النصوص القانونية والاجتهادات والمصادر الفقهية المتعلقة بالموضوع.
هذه مجموعة من النصائح حول ما سبق :
  • يجب على المترشح التركيز على استخدام المصطلحات القانونية ومعرفة توظيفها.
  • يجب أن تتضمن المقدمة فكرة عامة حول الموضوع وليس سؤالًا يطرح مشكلة.
  • يجب عدم ذكر آرائك الشخصية أو استخدام المعلومات السابقة التي قد تتعارض مع الملف الكامل.
  • يجب تجنب الانتقادات أو الاتهامات للقرارات أو النصوص بالتقصير أو الخطأ تمامًا.
  • استخدم تنسيقًا جماليًا واترك مسافات بين كل فقرة وآخرى دون تكرار الأفكار.
  • لا تقلق بشأن قلة الأسطر أو المعلومات التي قمت بكتابتها، فالمهم ليس العدد، بل المعلومات المركزة المحتواة فيها والتي تتبع منهجية علمية دقيقة.
  • يكفي صفحة واحدة ونصف لتكتب تحليلًا موضوعيًا جيدًا لمذكرة استخلاصية.
  • تعتمد على الله في كل كلمة وتوكل عليه.
المراجع والمصادر:
  •  منهجية المذكرة الاستخلاصية  بقلم أ.عبد الحفيظ بكيس.
  • نادیة إبراھیم مصطفى المحروقي- احمد محروس على ناجي- الوجیز في إعداد البحث العلمي القانوني- ط1، مكتبة القانون و الاقتصاد الریاض،2012، 

المقال التالي المقال السابق
No Comment
Add Comment
comment url