آخر الأخبار

أنواع وأمثلة على الجرائم الإلكترونية

تُعد الجرائم الإلكترونية من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع في العصر الحالي، حيث إن تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات صاحبه ظهور انواع  جديدة للجريمة الالكترونية وأنماط وأساليب جديدة من النشاط الإجرامي و تعددت عبر الأنظمة الرقمية والفضاء السيبراني.

الجرائم الالكترونية , الجرائم الإلكترونية الجرائم الالكترونيه, جرائم الالكترونية
أنواع-وأمثلة-على-الجرائم-الإلكترونية

ففي عالم يتزايد ارتباطنا بالتكنولوجيا، أصبحت الجرائم الإلكترونية ظاهرة لا يمكن تجاهلها. تتنوع هذه الجرائم بشكل كبير وتهدد أماننا الرقمي، وتترك تأثيراتها الضارة على حياتنا اليومية. من خلال فهم أنواع الجرائم الإلكترونية وعرض أمثلة جرائم الالكترونية، يمكننا تسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة وكيف يمكننا حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من تداولها الدماري.

أولاً: ماهية الجرائم الإلكترونية

تعرف الجريمة الالكترونية بأنها: "كل فعل إجرامي يتم بواسطة نظام إلكتروني كجهاز الكمبيوتر أو الشبكات أو الإنترنت أو بواسطة نظام معلومات إلكتروني".

عرف المشرع الجزائري من خلال القانون رقم 09-04 المتعلق بقواعد الوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال ومكافحتها، الجريمة الإلكترونية بأنها "المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات".

فالجريمة الإلكترونية اعتبرها المشرع  بأنها جريمة يمكن ارتكابها بواسطة نظام حاسوبي أو شبكة حاسوبية. كما ميز المشرع بين صورتين لهذه الجريمة (المادة 394 مكرر من قانون العقوبات) الجرائم التي يرتكبها الشخص الطبيعي مثل جريمة الدخول غير المشروع إلى المنظومة المعلوماتية، والجرائم التي يرتكبها الشخص المعنوي.

تم إجراء تعديلات في قانون العقوبات الجزائري بموجب القانون رقم 04-15 الصادر في 10 نوفمبر 2004. وأُخذت الاهتمامات الخاصة بالتكنولوجيا والمعلومات في الاعتبار من خلال تخصيص القسم السابع المكرر تحت عنوان "المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات".

وفي إطار تطوير هذا الاتجاه، أقر المشرع الجزائري قانون رقم 09-04 في 5 أوت 2009، الذي يتعامل بصفة خاصة مع الوقاية من جرائم التكنولوجيا ومكافحتها. أُدرج مصطلح "المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات"، حيث يُعتبر النظام المعلوماتي نفسه ومكوناته غير المادية موضوعًا للجريمة.

ويؤكد القانون على أن نظام المعالجة الآلية للمعطيات يشكل الشرط الأساسي لتحقق الجريمة، ويجب تحقيق هذا الشرط لفحص توافر أو عدم توافر أركان الجريمة. وفي المادة 2، يُعرف نظام المعلومات باسم "المنظومة المعلوماتية"، وهي نظام مستقل أو مجموعة من الأنظمة المتصلة أو المترابطة، حيث يقوم واحد منها أو أكثر بمعالجة الآلية للمعطيات تنفيذًا لبرنامج معين.

تظهر هذه التعديلات القانونية استجابةً للتطورات التكنولوجية، مع التركيز على حماية الأنظمة والمعلومات الرقمية من التداول غير القانوني والتلاعب.

ثانياً أركان الجرائم الالكترونية :

وتقوم الجريمة الإلكترونية على ثلاثة أركان الركن الشرعي: وهو النصوص القانونية التي تجرم الفعل. الركن المادي: ويتمثل في السلوك الإجرامي كالدخول غير المشروع والبقاء في المنظومة.الركن المعنوي: وهو القصد الجنائي لارتكاب الجريمة.بالاضافة الى وجود نتيجة تترتب عن الفعل.

  • 1.الركن الشرعي: وهو أن المشرع يتدخل لتجريم أفعال ضارة بموجب نص قانوني يحدد فيه الفعل الضار أو المجرم والعقوبة المقررة لارتكابها.
  • 2. الركن المادي: يتمثل في السلوك الإجرامي ذاته الذي يُرتكب بواسطة النظام الإلكتروني. يشمل هذا الجانب الجانب الفني والتقني للفعل الإجرامي.
  • 3. الركن المعنوي: يتعلق بقيام إرادة الجاني الحرة باتجاه ارتكاب الفعل الإجرامي. يبرز هذا العنصر الجانب النفسي والقرار الشخصي للفرد في القيام بالجريمة.
  • 4. النتيجة: تتمثل في الأضرار التي تنجم عن الجريمة، سواء كانت هذه الأضرار تأثيرًا على الأفراد أو المؤسسات. يتعين على النتيجة أن تكون واضحة وقابلة للتقدير، سواء كانت مادية أو غير مادية.

قام المشرع الجزائري بتعديل قانون العقوبات في 2004 و2006 لمجابهة الجريمة الإلكترونية من خلال تجريم الدخول غير المشروع للمنظومات والبقاء فيها والاعتداء على المعطيات وغيرها.

كما ميز بين صورتين للركن المادي:
  • الاعتداء على نظام المعالجة الآلية للمعطيات من خلال الدخول غير المشروع.
  • الاعتداء على منتجات الإعلام الآلي عن طريق التزوير
ويمكن تقسيم الركن المادي إلى نوعين:
  • الاعتداء على نظام المعالجة الآلية من خلال الدخول غير المشروع وأعمال التعطيل والإتلاف.
  • الاعتداء على مخرجات النظام من خلال أفعال التزوير والتلاعب بالمعطيات ونشرها.
وأما الركن المعنوي فيختلف بحسب نوع الجريمة، ففي جرائم الدخول غير المشروع يتطلب توافر القصد الجنائي ونية الغش.فيختلف الركن المعنوي للجريمة حسب نوعها، فهو يشترط توافر القصد الجنائي العام والخاص في جرائم الدخول غير المشروع مثلا.

ثالثاً: خصائص الجرائم الإلكترونية

تتميز الجرائم الإلكترونية بعدد من الخصائص أبرزها:

  • - عابرة الحدود: حيث يمكن أن ترتكب الجريمة في دولة وتطال ضحايا في دول أخرى.
  • - صعوبة الكشف والإثبات: نظراً للطبيعة الفنية والتقنية لهذه الجرائم.  
  • - سرعة وسهولة الارتكاب: من خلال التقنيات الرقمية المتاحة.
  • - كثافة الضحايا: حيث يمكن أن تطال العديد من المجني عليهم في وقت واحد.
  • - صعوبة تحديد هوية الجناة: بسبب الطبيعة المجهولة للفضاء الإلكتروني.

رابعاً: أنواع  وأمثلة على الجرائم الإلكترونية

تنقسم الجرائم الإلكترونية إلى عدة أنواع من أبرزها:

  • 1. جرائم الاختراق والدخول غير المشروع: وتشمل الدخول بطريقة غير مشروعة إلى مواقع الكترونية أو أنظمة معلوماتية واختراقها.
  • 2. جرائم التزوير والاحتيال الإلكتروني: مثل تزوير البيانات والوثائق الإلكترونية أو الاحتيال على مستخدمي الإنترنت.
  • 3. جرائم المساس بالملكية الفكرية: وتشمل انتهاك حقوق الملكية الفكرية من خلال النسخ أو التوزيع غير المشروع للمصنفات الرقمية.  
  • 4. جرائم إتلاف أو تدمير البيانات والمعلومات.
  • 5. جرائم الإباحية والتحريض على الرذيلة. 
  • 6. جرائم غسيل الأموال عبر الوسائل الإلكترونية.

كما يمكن تصنيف الجرائم الإلكترونية إلى عدة أنواع بناءً على معايير مختلفة حسب النشاط او الجاني او الوسيلة المعتمدة في ارتكاب جرائم الكترونية والحافز أو الدافع من ارتكابها، ومن أبرزأمثلة على الجرائم الإلكترونية:

1- حسب الجاني :

أ. الأشخاص الطبيعيين:
  • - جرائم الدخول غير المشروع للأنظمة المعلوماتية.
  • - جرائم تعطيل وإفساد البيانات والمعلومات. 
  • - جرائم التزوير والاحتيال الإلكتروني.
ب. الأشخاص المعنويين: 
  • - المسؤولية الجنائية للشركات عن جرائم إلكترونية كالاحتيال وغسيل الأموال.
  • - مسؤولية مزودي خدمة الإنترنت عن جرائم متعلقة بالمحتوى غير المشروع.

2- حسب النشاط الإجرامي

  • أ. جرائم ضد خصوصية المعلومات:
- التجسس على المراسلات والحسابات الشخصية. 
  • ب. جرائم ضد سلامة البيانات والمعلومات:
- جرائم نشر الفيروسات وبرامج التجسس.

3- حسب الوسيلة

  • أ. جرائم الهواتف الذكية:
- جرائم الابتزاز والتهديد عبر تطبيقات المحادثة.
  • ب. جرائم التلفزيون والإذاعة الرقمية: 
- جرائم القرصنة والبث غير المشروع للقنوات.

4- حسب الدافع

  • أ. جرائم ذات دوافع مادية: 
- الابتزاز الإلكتروني مقابل المال.
  • ب. جرائم ذات دوافع شخصية:
- التشهير والقذف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

خامساً: أهم المواد القانونية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية في القانون الجزائري

المشرع الجزائري أظهر اهتماماً كبيرًا بتجريم الكثير من السلوكيات الإجرامية المتعلقة بالفضاء السيبراني والجرائم الإلكترونية، ومن بين الأمثلة على ذلك:

1. المادة 394 مكرر 7 من قانون العقوبات الجزائري:

   تجرم هذه المادة أي اعتداء على أنظمة المعالجة الآلية للمعطيات. وتشير إلى حرص التشريع الجزائري على حماية أنظمة المعالجة الآلية من أي تلاعب أو اختراق غير مشروع.

2. المادة 303 مكرر من قانون العقوبات:

   تتعلق هذه المادة بجرائم اعتراض المراسلات والاتصالات وكشف سريتها بطريقة غير مشروعة. تؤكد على أهمية حماية خصوصية المراسلات والاتصالات الإلكترونية، وتجريم أي محاولة للاعتداء عليها.

3. المادة 301 مكرر من قانون العقوبات:

   تتعلق بجرائم تسجيل أو نقل أو بث صور أو محادثات خاصة بطريقة غير مشروعة. تسلط الضوء على أهمية حماية خصوصية المحتوى الرقمي وتجنب نقله أو تسجيله أو بثه دون إذن.

4. القانون رقم 09-04 المتعلق بالقواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية:

   يظهر هذا القانون أهمية وضع قواعد عامة لحماية البريد ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية، مما يعكس التزام الحكومة بضمان سلامة وأمان الاتصالات.

تتجلى من خلال هذه المواد القانونية التفاتة الجزائر إلى تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي وحماية المعلومات والحقوق الشخصية في الفضاء السيبراني.

سادساً : أهم العقوبات التي نص عليها المشرع الجزائري لمواجهة الجرائم الإلكترونية 

  • 1- الحبس: تتراوح مدته بين 3 أشهر إلى 3 سنوات حسب نوع الجريمة. مثل المادة 394 مكرر و 394 مكرر 1 و 394 مكرر 
  • 2- الغرامة المالية: تتراوح من 50 ألف دينار إلى 2 مليون دينار حسب نوع الجريمة. مثل المادة 394 مكرر و 394 مكرر 1 و 394 مكرر 2.
  • 3- مضاعفة العقوبة في حالات معينة مثل إحداث ضرر أو تغيير بيانات النظام. مثال: المادة 394 مكرر.
  • 4- الحرمان من الحقوق الوطنية أو المدنية والعائلية طبقا للمادة 14 من قانون العقوبات. 
  • 5- مصادرة الأشياء والأدوات ووسائل النقل المستعملة في الجريمة أو الناتجة عنها طبقا للمادة 18 مكرر.
  • 6- حل الشخص المعنوي أو غلق مؤسسته أو إحدى فروعه طبقا للمادة 18 مكرر.
  • 7- الإقصاء من الصفقات العمومية لمدة لا تتجاوز 5 سنوات طبقا للمادة 18 مكرر.  
  • 8- المنع من ممارسة نشاط مهني معين بشكل مباشر أو غير مباشر طبقا للمادة 18 مكرر.
  • 9-  الوضع تحت الحراسة القضائية لمدة لا تتجاوز 5 سنوات طبقا للمادة 18 مكرر.
هذه أبرز العقوبات التي نص عليها المشرع الجزائري لردع الجرائم الإلكترونية مع ذكر المواد القانونية ذات الصلة.

سابعاً: آليات مكافحة الجرائم المعلوماتية

من أهم آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية ما يلي:  

  • 1. وضع التشريعات والقوانين الصارمة لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتوقيع العقوبات الرادعة بحقهم.
  • 2. إنشاء أجهزة أمنية مكافحة جرائم تقنية المعلومات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.  
  • 3. بناء القدرات والكفاءات البشرية المؤهلة للتعامل مع الجرائم الإلكترونية والتحقيق فيها وجمع الأدلة الرقمية.
  • 4. التوعية بمخاطر الفضاء الإلكتروني وسبل الوقاية من الوقوع ضحية للجريمة عبر الإنترنت.  
  • 5. تبادل المعلومات والتعاون القضائي بين سلطات إنفاذ القانون على المستويين الإقليمي والدولي.

ختاماً، يظهر بوضوح أن الجرائم الإلكترونية أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا في العالم الحديث، حيث تتطلب هذه التحديات استراتيجيات فعالة لمكافحتها. في القانون الجزائري، توضح التشريعات الحديثة جهوداً جبارة لتجريم ومكافحة الجرائم الإلكترونية.

لتعزيز الأمان الرقمي وحماية المجتمع، يجب علينا العمل بشكل متكامل على مستوى التشريعات، وتعزيز القدرات الأمنية والتقنية، بالإضافة إلى تعزيز وعي المجتمع بمخاطر الجرائم الإلكترونية. تقع مسؤولية حماية الفضاء السيبراني على عاتق الحكومات والمؤسسات والأفراد على حد سواء.

في نهاية المطاف، يجب علينا أن نعمل بشكل مستمر على مواكبة التطورات التكنولوجية وتعزيز قدراتنا في مكافحة الجرائم الإلكترونية. من خلال التعاون الدولي وتعزيز التشريعات الجزائرية ذات الصلة، يمكننا بناء مجتمع آمن ومستدام في عالم متصل دائماً. أنا في خدمتكم للإجابة على أي استفسارات أو توضيحات إضافية بخصوص هذا الموضوع.

المقال التالي المقال السابق
No Comment
Add Comment
comment url