آخر الأخبار

التحول الرقمي للقضاء في الجزائر

يُعَدُّ التحول الرقمي للقضاء أحد النتائج الحديثة للتطورات التكنولوجية، ما جعل العديد من الدول حول العالم تشهد تطورًا هائلاً في استخدام التكنولوجيا والحلول الرقمية في قطاع العدالة.  حيث ساهم التحول الرقمي للقضاء في تحسين العدالة وتعزيز كفاءة العمل القضائي.
التحول-الرقمي-للقضاء-في-الجزائر
يأخذ القانون رقم 03/15 الصادر في الجزائر في 11 ربيع الثاني عام 1436 الموافق لـ 01 فبراير عام 2015 دورًا رئيسيًا في دعم التحول الرقمي للقضاء. يحدد هذا القانون الأسس والمبادئ العامة لعصرنة العدالة ويوفر الإطار القانوني اللازم لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال العدالة. ويتألف القانون من 19 مادة تنظم عدة جوانب هامة لتحقيق التحول الرقمي .

أحكام عامة حددت الهدف من قانون عصرنة العدالة.

 يتمثل هدف قانون عصرنة العدالة في تحقيق تحول رقمي شامل في قطاع العدالة بالجزائر. يهدف القانون إلى تعزيز ثقة المواطن في العدالة، وتحقيق السرعة في تقديم الخدمة العمومية، وتحسين مردودية الخدمة العدلية. من خلال الاعتماد على التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الرقمية، يمكن تحقيق هذه الأهداف وتحسين نظام العدالة في الجزائر.

في الفصل الأول من قانون عصرنة العدالة في الجزائر، تم تحديد الهدف الرئيسي لهذا القانون والذي يتمثل في تعزيز التحول الرقمي في قطاع العدالة. وتشمل أهم النقاط المتعلقة بالأحكام العامة في هذا القانون ما يلي:
  • 1. تحسين تجربة المستفيد: يهدف القانون إلى تحسين تجربة المستفيد من النظام القضائي، وذلك من خلال توفير خدمات قضائية أكثر فعالية وسرعة. يهدف القانون إلى بناء ثقة المواطن في العدالة وتلبية احتياجاته بشكل أفضل.
  • 2. تحقيق السرعة في تقديم الخدمة العمومية: يهدف القانون إلى تحقيق السرعة في تقديم الخدمات القضائية للمواطنين. من خلال التكنولوجيا والأنظمة الرقمية، يمكن تسريع عمليات المعالجة والإجراءات القضائية، مما يقلل من الزمن اللازم للوصول إلى العدالة.
  • 3. تحسين مردودية الخدمة العمومية للعدالة: يهدف القانون إلى تحسين مردودية النظام القضائي بشكل عام. عن طريق استخدام التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الرقمية، يمكن تحسين إدارة الملفات القضائية وتنظيم الإجراءات القضائية بطريقة أكثر فاعلية وفعالية.
باختصار، يهدف قانون عصرنة العدالة في الجزائر إلى تحقيق تحول رقمي في قطاع العدالة من خلال تحسين تجربة المستفيد، وتحقيق السرعة في تقديم الخدمات القضائية، وتحسين مردودية النظام القضائي بشكل عام. يعتبر هذا القانون إطارًا قانونيًا هامًا يدعم التطور التكنولوجي في مجال العدالة ويسهم في تحسين جودة الخدمات القضائية المقدمة للمواطنين.

المنظومة المعلوماتية المركزية لوزارة العدل والإشهاد على صحة الوثائق الالكترونية.

 يتعامل هذا الفصل مع إنشاء وتنظيم المنظومة المعلوماتية المركزية لوزارة العدل في الجزائر. يهدف هذا النظام إلى معالجة البيانات الشخصية لجمهور المواطنين بطريقة آلية وآمنة. يتضمن الفصل أيضًا إدراج تقنية التصديق الإلكتروني على الوثائق والمحررات القضائية التي تسلمها وزارة العدل والمؤسسات التابعة لها والجهات القضائية. يتم توفير الحماية التقنية اللازمة لضمان سلامة وثوقية هذه المعطيات القانونية الحساسة.

يتضمن الفصل الثاني من قانون عصرنة العدالة في الجزائر أحكامًا تتعلق بالمنظومة المعلوماتية المركزية لوزارة العدل والإشهاد على صحة الوثائق الإلكترونية. وتشمل أهم النقاط المتعلقة بهذا الفصل ما يلي:
  • 1. المنظومة المعلوماتية المركزية: يقضي القانون بإنشاء منظومة معلوماتية مركزية لوزارة العدل، تهدف إلى معالجة البيانات الشخصية للجمهور المواطنين بشكل آلي وفوري. تهدف هذه المنظومة إلى توفير قاعدة بيانات مركزية تحتوي على معلومات هامة مثل شهادة الجنسية وصحيفة السوابق العدلية.
  • 2. إشهاد على صحة الوثائق الإلكترونية: ينص القانون على ضرورة تطبيق تقنية التصديق الإلكتروني على الوثائق والمحررات القضائية التي يتم تسلمها لوزارة العدل والمؤسسات التابعة لها والجهات القضائية الأخرى. يهدف ذلك إلى التأكد من صحة وثوقية الوثائق الإلكترونية وتحقيق توفير الحماية التقنية لهذه المعطيات.
  • 3. حماية المعطيات: يعمل القانون على وضع ضوابط وإجراءات لضمان الحماية التقنية للمعطيات المخزنة والمعالجة في المنظومة المعلوماتية المركزية. تشمل هذه الإجراءات استخدام تقنيات الأمان المعتمدة وتطبيق سياسات حماية البيانات الشخصية وتحقيق سرية وسلامة الوثائق الإلكترونية.
باختصار، يسعى قانون عصرنة العدالة في الجزائر إلى تطوير المنظومة المعلوماتية المركزية لوزارة العدل وضمان صحة الوثائق الإلكترونية. يتضمن القانون تدابير لتوفير قاعدة بيانات مركزية للمعلومات القضائية وتقنية التصديق الإلكتروني، بالإضافة إلى تحقيق حماية قوية للمعطيات والوثائق الإلكترونية.

إرسال الوثائق والإجراءات القضائية بالطريق الالكتروني.

 يتناول هذا الفصل استخدام تكنولوجيا الاتصالات الإلكترونية في إرسال الوثائق والإجراءات القضائية في الجزائر. يهدف الفصل إلى توفير وسائل الاتصال الإلكترونية لتسهيل وتسريع إرسال الوثائق القانونية والمعلوم ات ذات الصلة بالقضايا القضائية. يعمل هذا النهج على تقليل الوقت والجهد المستهلكين في إجراءات القضايا وتحسين كفاءة النظام القضائي.

ينص الفصل الثالث من قانون عصرنة العدالة في الجزائر على إمكانية إرسال الوثائق والإجراءات القضائية بالطريق الإلكتروني. وتشمل أهم النقاط المتعلقة بهذا الفصل ما يلي:
  • 1. إرسال الوثائق القضائية الإلكترونية: يتيح القانون إمكانية إرسال الوثائق القضائية بوسائل الاتصال الإلكتروني، مما يسهل وتسريع عملية تبادل المعلومات والوثائق بين الجهات القضائية المختلفة، بما في ذلك المحاكم والنيابات العامة والمحامين والأطراف المعنية.
  • 2. الاعتراف بصحة الوثائق الإلكترونية: يتم اعتبار الوثائق القضائية الإلكترونية المرسلة والمستلمة عبر الوسائل الإلكترونية كأدلة قانونية وملزمة. يتم تطبيق التوقيع الإلكتروني وتقنيات التأكيد الإلكتروني لضمان صحة وثوقية هذه الوثائق.
  • 3. توفير الوقت والجهد: يتيح إرسال الوثائق والإجراءات القضائية بالطريق الإلكتروني ترشيد العمل القضائي وتوفير الوقت والجهد المطلوبين في التنقل والتواصل الورقي التقليدي. يمكن للأطراف المعنية إرسال المستندات والوثائق عبر الإنترنت وتلقيها بشكل سريع وآمن.
  • 4. حماية البيانات الشخصية: يتعين على الجهات القضائية اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية البيانات الشخصية المرسلة والمستلمة بوسائل الاتصال الإلكتروني. يجب اتباع إجراءات الأمان والتشفير لحماية سرية المعلومات والحفاظ على خصوصية الأطراف المتورطة.
تتيح هذه الأحكام تبني أساليب الاتصال الإلكتروني في العمل القضائي، مما يسهم في تسريع إجراءات القضايا وتحسين كفاءة العدالة في الجزائر. كما يسهم في توفير التواصل السريع والآمن بين الجهات القضائية وتقليل الاعتماد على الورق والطرق التقليدية في إرسال الوثائق والإجراءات القضائية.

استعمال المحادثة المرئية عن بعد أثناء الإجراءات القضائية. 

يتكلم الفصل الرابع عن استخدام تقنية المحادثة المرئية عن بعد في الإجراءات القضائية. يتيح استخدام الاتصالات المرئية عن بُعد للمحاكمات والاستماعات والاجتماعات القضائية، وهذا يقدم العديد من المزايا، مثل توفير الوقت والتكاليف للمتورطين والقضاة والمحامين وتحسين إمكانية الوصول إلى العدالة للجميع. 

يتضمن الفصل الرابع من قانون عصرنة العدالة في الجزائر أحكامًا تتعلق بإمكانية استخدام المحادثة المرئية عن بُعد أثناء الإجراءات القضائية. وفيما يلي أهم النقاط المتعلقة بهذا الفصل:
  • 1. تسهيل التواصل: يتيح القانون استخدام تقنيات المحادثة المرئية عن بُعد في الإجراءات القضائية، مثل المؤتمرات الهاتفية المرئية أو استخدام تطبيقات الفيديو المباشر. هذا يتيح للأطراف المعنية وللمحكمة والمحامين التواصل وإجراء المرافعات والاستماع للشهود دون الحاجة إلى التواجد الشخصي في المكان القضائي.
  • 2. توفير الوقت والجهد: يسهم استخدام المحادثة المرئية عن بُعد في توفير الوقت والجهد المرتبطين بالسفر والانتقالات الطويلة إلى المحاكم. يمكن للأطراف والمحامين المشاركة في الجلسات القضائية عبر الاتصال عبر الفيديو بشكل فعال وفي الوقت المحدد دون إضاعة الوقت في الانتظار أو السفر.
  • 3. ضمان الحقوق: يكفل القانون استخدام المحادثة المرئية عن بُعد حقوق الأطراف في المحاكمة العادلة، حيث يتيح لهم الفرصة للتواصل والدفاع عن أنفسهم بشكل فعال ومناسب. يمكن للمحامين والأطراف تقديم الحجج وتوضيح الوقائع والتواصل مع القضاة والمحكمة بشكل واضح وشفاف.
  • 4. تحسين الوصولية: يعزز استخدام المحادثة المرئية عن بُعد الوصولية إلى العدالة، حيث يتم تجاوز العوائق الجغرافية والمسافات البعيدة. يمكن للأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية أو بعيدة عن المراكز القضائية الرئيسية المشاركة في الإجراءات القضائية بسهولة ويسر عبر الاتصال عبر الفيديو.
باستخدام المحادثة المرئية عن بُعد في الإجراءات القضائية، يتم تحسين كفاءة العدالة وتسهيل الوصول إليها بشكل أكبر، مع ضمان حقوق الأطراف وتوفير الوقت والجهد.

أحكام جزائية - تحريم الاستعمال غير القانوني للتوقيع الالكتروني. 

يركز هذا الفصل على تحديد العقوبات الجزائية المترتبة على استخدام التوقيع الإلكتروني بطرق غير قانونية. يهدف القانون إلى ضمان سلامة وثوقية التوقيع الإلكتروني وتقديم عقوبات رادعة لأولئك الذين يستخدمونه بطرق غير مشروعة أو غير قانونية. 

تجسد هذه الفصول الرئيسية للقانون رقم 03/15 في الجزائر التحول الرقمي للقضاء وتعزيز استخدام التكنولوجيا في المجال القضائي. يتطلب التحول الرقمي جهودًا متواصلة لتحسين بنية التكنولوجيا القضائية وتطوير القدرات والمهارات اللازمة للعاملين في هذا المجال. من خلال هذا التحول، يمكن تحقيق أهداف رئيسية مثل زيادة الكفاءة والسرعة والعدالة في النظام

الفصل الخامس من قانون عصرنة العدالة في الجزائر يتعامل مع أحكام جزائية تتعلق بتحريم الاستخدام غير القانوني للتوقيع الإلكتروني. وفيما يلي أهم النقاط المتعلقة بهذا الفصل:
  • 1. توفير الأمان القانوني: يحظر القانون استخدام التوقيع الإلكتروني بطرق غير قانونية أو في سياقات غير قانونية. يهدف هذا الحظر إلى ضمان أمان المعاملات الإلكترونية والثقة في صحة التوقيعات الإلكترونية.
  • 2. حماية المعلومات الشخصية: يعزز القانون حماية المعلومات الشخصية والسرية عن طريق تحريم استخدام التوقيع الإلكتروني بطرق غير قانونية. يتم ضمان سرية المعلومات الشخصية وعدم تعرضها للاستخدام غير القانوني أو الاختراق.
  • 3. التصدي للتزوير: يهدف القانون إلى التصدي للتزوير الإلكتروني والتلاعب في التوقيعات الإلكترونية. يتم تجريم أي استخدام غير قانوني للتوقيع الإلكتروني بهدف تحقيق المنافع الشخصية أو التلاعب في الوثائق القانونية.
  • 4. تعزيز الثقة القانونية: يسهم الحظر على استخدام التوقيع الإلكتروني غير القانوني في تعزيز الثقة القانونية في المعاملات الإلكترونية. يتم تعزيز الثقة في صحة وصحة التوقيعات الإلكترونية، مما يعزز استخدام التكنولوجيا لتسهيل العمليات القضائية والمعاملات القانونية.
  • 5. العقوبات الجزائية: ينص القانون على عقوبات جزائية تتراوح بين الغرامات والعقوبات السجنية لأولئك الذين ينتهكون حظر استخدام التوقيع الإلكتروني غير القانوني. تهدف هذه العقوبات إلى ردع المخالفين وحماية النظام القانوني.
بواسطة تحريم استخدام التوقيع الإلكتروني غير القانوني، يهدف القانون إلى تعزيز الثقة والأمان في البيئة الرقمية وحماية حقوق المستخدمين والأطراف المعنية في المعاملات الإلكترونية.

في ختام المقال، يمكن القول بأن التحول الرقمي للقضاء في الجزائر يعد خطوة هامة نحو تحسين العدالة وتعزيز الكفاءة في النظام القضائي. من خلال تبني التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الرقمية، يمكن تحقيق مزايا عديدة مثل تسريع الإجراءات القضائية، تحسين إمكانية الوصول إلى العدالة، وتعزيز الثقة العامة في النظام القضائي.

يعتبر القانون رقم 03/15 مرجعًا قانونيًا هامًا يسهم في تنظيم عملية التحول الرقمي وتوفير الإطار القانوني اللازم لتطبيق التكنولوجيا في العدالة. يشمل القانون أحكامًا تهدف إلى تطوير منظومة المعلومات المركزية لوزارة العدل وتأكيد صحة الوثائق الإلكترونية، وكذلك استخدام الاتصالات الإلكترونية في إرسال الوثائق القانونية وتسهيل الإجراءات القضائية.

بالإضافة إلى ذلك، يسمح القانون باستخدام التقنيات المتقدمة مثل المحادثة المرئية عن بعد أثناء الإجراءات القضائية، مما يعزز الكفاءة ويوفر الوقت والجهد للمتورطين في العملية القضائية. ولضمان سلامة وثوقية التوقيع الإلكتروني، يتضمن القانون أيضًا أحكام جزائية تحظر استخدامه بطرق غير قانونية.

من خلال هذه الجهود وتطبيق القانون الرامي لعصرنة العدالة، تأمل الجزائر في تحقيق نظام قضائي متقدم وعادل يلبي احتياجات المواطنين ويعزز الثقة العامة في العدالة.


المصادر :
  1.  قانون عصرنة العدالة رقم 03/15 المورخ في 11 ربيع الثاني عام 1436 الموافق لـ 01 فبراير عام 2015.
  2. "التحول الرقمي في القضاء الجزائري: تحليل الإشكاليات والتحديات"، بحث أكاديمي للباحث عادل بن حبيلس، جامعة عبد الحميد بن باديس، الجزائر، 2021.
  3. موقع وزارة العدل الجزائرية (http://www.mjustice.dz/)

قراءة وتنزيل المقال

المقال التالي المقال السابق
No Comment
Add Comment
comment url