آخر الأخبار

كتاب نظرية القرارات الإدارية بين علم الإدارة العامة و القانون الإداري

نظرية القرارات الإدارية هي مجال دراسة يهتم بعملية صنع القرارات داخل المؤسسات والمنظمات. تركز هذه النظرية على تحليل الخيارات المتاحة وتقييم البدائل المختلفة لاتخاذ قرار مناسب. تُعد عملية اتخاذ القرار الإداري أحد العوامل الحاسمة في تحقيق أهداف المؤسسة وتحقيق أداء فعال ومستدام.


في هذا المقال سنضع بين أيديكم  كتاب نظرية القرارات الإدارية بين علم الإدارة العامة و القانون الإداري للدكتور عمار عوابدي 

من هو الدكتور عمار عوابدي ؟

 الدكتور عمار عوابدي هو استاذ وكاتب متخصص في مجال القانون الإداري.  ألف العديد من الكتب والمؤلفات التي تركز على نظرية الإدارة العامة من منظور قانوني.

من بين الكتب التي قام بتأليفها، يمكن ذكر الأعمال التالية:

1. "نظرية المسئولية الإدارية ودراسة تأصيلية تحليلية": تركز على مفهوم المسئولية الإدارية وتحليلها من منظور قانوني وتأصيلي.

2. "القضاء في القانون الإداري 1999": يتناول دراسة قضائية للقانون الإداري ويستعرض الجوانب المهمة والقضايا المتعلقة بالقضاء في هذا المجال.

3. "دعوى تقدير الشرعية في القضاء الإداري 2007": يستكشف مفهوم وأهمية دعوى تقدير الشرعية في نظام القضاء الإداري.

لكن أولا نوضح المقصود بنظرية القرارات الادارية وعلاقتها بعلم الادارة والقانون الاداري

تعد نظرية القرارات الإدارية من أهم المفاهيم التي يجب على كل مدير أن يتقنها، حيث تعتبر عملية اتخاذ القرارات أساس العمل الإداري والجوهر الأساسي لأي مؤسسة. وبالتالي، فإن فهم نظرية اتخاذ القرارات وتطورها يعد أمرًا ضروريًا لضمان نجاح المؤسسة.

بدأ تطور نظرية اتخاذ القرارات في عام 1940، حيث قام عالم النفس هيربرت سايمون بإطلاق مفهوم "الإدارة التكاملية"، والذي يشير إلى أن عملية اتخاذ القرارات تشكل جزءًا من عملية التخطيط والتنظيم والإشراف. وفي عام 1957، قام سايمون بإطلاق مفهوم "الحكومة المحكّمة"، والذي يشير إلى أن المديرون يجب أن يستخدموا المعلومات المتوفرة لديهم لاتخاذ القرارات الصحيحة.

وفي عام 1960، قامت مدرسة هارفارد للأعمال بإطلاق نظرية "المنظور الإداري"، والتي تشير إلى أن المديرون يجب أن يستخدموا المعلومات المتوفِّرة لديهم لاتخاذ القرارات الصحيحة، وأن هذه العملية يجب أن تتم بشكل دوري ومستمر. وفي عام 1970، قام الاقتصادي الأمريكي هربرت آينشتاين بإطلاق نظرية "الاختيار العقلاني"، والتي تشير إلى أن المديرون يجب أن يستخدموا المعلومات المتوفِّرة لديهم لاتخاذ القرارات التي تحقق أفضل نتائج ممكنة.

وفي عام 1980، قام عالم الإدارة جيرالد نادلر بإطلاق نظرية "الحساب التكلفة-الفائدة"، والتي تشير إلى أن المديرون يجب أن يحسبوا التكلفة والفائدة لكل خطوة في عملية اتخاذ القرارات. وفي عام 1990، قام عالم الإدارة جوزيف بروسيل بإطلاق نظرية "الحساب التكلفة-الجودة"، والتي تشير إلى أهمية اختبار جودة كل خطوة في عملية اتخاذ القرارات.

وبالتالي، فإن تطور نظرية اتخاذ القرارات الإدارية يعكس أهمية هذه العملية في عملية الإدارة، ويشير إلى أن المديرون يجب أن يستخدموا المعلومات المتوفِّرة لديهم بشكل دوري ومستمر لاتخاذ القرارات التي تحقق أفضل نتائج ممكنة، وأنه يجب عليهم اعتماد بعض الوسائل المساعدة في هذه العملية، مثل المقارنة الموضوعية والاستعانة بآراء الخبراء والمستشارين والمتخصصين. ويجب على متخذ القرار أن يحرص على اختيار البديل الذي يحقق أكثر فائدة للمؤسسة بشكل عام، دون تحديد قسم معين أو إدارة محددة.

ماهي مدارس الفكر الإداري ؟

مدارس الفكر الإداري هي مجموعة من المناهج والنظريات التي تهتم بدراسة الإدارة وتطويرها. تناولت هذه المدارس موضوعات مختلفة، مثل اتخاذ القرارات، والتخطيط، والتنظيم، والرقابة. وقد قام أصحاب هذه المدارس بتطوير نظرياتهم على أساس دراسات سابقة وخبرات عملية.

ومن بينها:

  • المدرسة العلمية Scientific Management
  • مدرسة الإدارة الكلاسيكية Classical Management
  • مدرسة العلاقات الإنسانية Human Relations School
  • مدرسة الإدارة النفسية Psychological Management School
  • مدرسة التحليل الإداري Administrative Management School
  • مدرسة نظام المعلومات Information Management School
  • مدرسة التطوير التنظيمي Organizational Development School
  • مدرسة إدارة الجودة Total Quality Management (TQM)
  • مذهب إدارة المعرفة Knowledge Management.

 تناولت مدارس الفكر الإداري عملية اتخاذ القرار من وجهات نظر مختلفة. فعلى سبيل المثال، المدرسة الكلاسيكية تعتبر أن عملية اتخاذ القرار يجب أن تكون مركزية ومرتبطة بالهيكل التنظيمي للشركة، في حين أن المدرسة الإنسانية تؤكد على ضرورة مشاركة الموظفين في عملية اتخاذ القرار. ومن جانبها، المدرسة النظامية تعتبر أن عملية اتخاذ القرار يجب أن تستند إلى قواعد وإجراءات محددة، في حين أن المدرسة البيئية تؤكد على ضرورة ملاحظة التغيرات في بيئة الشركة قبل اتخاذ قرار.

سنشرح ونعطي تعريف لكل مدرسة وأهدافها :

  1. المدرسة العلمية Scientific Management: تركز على تحسين كفاءة العملية الإنتاجية من خلال تحليل العمليات وتطوير طرق عمل أكثر كفاءة.
  2. مدرسة الإدارة الكلاسيكية Classical Management: تركز على التخطيط والتنظيم والإدارة والرقابة، وتؤكد على أهمية التخطيط المسبق لتحقيق الأهداف.
  3. مدرسة العلاقات الإنسانية Human Relations School: تؤكد على أهمية التفاعل بين أفراد المؤسسة وأن هذا التفاعل يؤثر على أداء المؤسسة بشكل كبير.
  4. مدرسة الإدارة النفسية Psychological Management School: تستخدم نظريات نفسية لتحديد سبب سلوك الموظفين في المؤسسات، وتستخدم هذه المعارف لتحديث إجراءات إدارة الموظفين.
  5. مدرسة التحليل الإداري Administrative Management School: تستخدم نظامًا من التحليل لتحديد أفضل الطرق لتحقيق الأهداف المؤسسية.
  6. مدرسة نظام المعلومات Information Management School: تركز على استخدام التكنولوجيا والمعلومات لتحسين إدارة المؤسسات.
  7. مدرسة التطوير التنظيمي Organizational Development School: تركز على تحديث هيكل المؤسسة وتحسين العلاقات بين الموظفين وتطوير مهاراتهم وزيادة فاعلية العمل في المؤسسة.

وبشكل عام، تعد عملية اتخاذ القرار أساس العملية الإدارية والإدارة بشكل عام، حيث يجب على المديرون اتخاذ قرارات مستنيرة ومبنية على معلومات دقيقة وصحيحة. وتشير نظرية القرارات إلى أن هناك قواعد وأسس يجب اتباعها في عملية اتخاذ القرار، حيث يجب استنباط حلول مناسبة للمشكلات المطروحة، والتأكد من صحة المعلومات المستخدمة في هذه الحلول.

ترتبط نظرية القرارات الإدارية بعدة مفاهيم وأدوات منها:

  • 1. تحليل القرار: يتضمن تحليل المعلومات المتاحة وتقييم المخاطر والمكاسب المحتملة لكل بديل. يتضمن ذلك استخدام أدوات مثل تحليل SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) وتحليل الربحية وتحليل النفقات والعائدات.
  • 2. الاختيار: بعد تحليل البدائل المتاحة، يجب اتخاذ قرار بشأن البديل الأنسب. يتطلب ذلك تقدير الأولويات وتحديد المعايير التي ستستخدم لاتخاذ القرار.
  • 3. تنفيذ القرار: بعد  اتخاذ القرار، يتعين تنفيذه على أرض الواقع. يشمل ذلك تخصيص الموارد المناسبة وتنظيم العمليات والإشراف على تنفيذ الخطوات اللازمة لتحقيق الهدف المحدد في القرار.
  • 4. تقييم القرار: يتم تقييم القرار المتخذ لقياس فعاليته ومدى تحقيقه للأهداف المرجوة. يمكن استخدام مؤشرات الأداء وتقارير التقييم لتحديد ما إذا كان القرار ناجحًا أم لا، وإجراء التعديلات اللازمة إذا لزم الأمر.

بالنسبة للعلاقة بين علم الإدارة العامة والقانون الإداري، فإن القانون الإداري يعتبر إطارًا قانونيًا ينظم العمليات الإدارية واتخاذ القرارات في المؤسسات الحكومية والمنظمات العامة. وفي هذا السياق، يعتبر فهم نظرية القرارات الإدارية مهمًا للمسؤولين القانونيين والمديرين العامين لضمان تطبيق قوانين الإدارة بشكل صحيح وفعال.

تجمع كتب ودروس الدكتور عمار عوابدي عادةً بين علم الإدارة العامة والقانون الإداري لتوضيح التفاعلات والتبادلات بينهما. قد يستكشف الكتاب الذي تشير إليه المزيد من التفاصيل حول كيفية تطبيق نظرية القرارات الإدارية في سياق القانون الإداري والتحديات التي تواجهها المؤسسات الحكومية والمنظمات العامة في اتخاذ القرارات.

تأليف : الدكتور عمار عوابدي
 منشورات : دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع 
سنة النشر : 2003

قراءة وتنزيل الكتاب 

المقال التالي المقال السابق
No Comment
Add Comment
comment url